أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الخميس، انسحاب بلاده من “اتفاقية باريس” للمناخ؛ معللاً ذلك بأن الاتفاقية “ظالمة” لبلاده.
وزعم أن الاتفاقية ستكلف الولايات المتحدة خسارة ثلاثة تريليونات دولار من اجمالي ناتجها القومي و 6.5 مليون وظيفة بينما تعامل منافسيها الاقتصاديين من أمثال الصين والهند بمحاباة أكثر.
وقال “ترامب” -حسبما نشر بي بي سي عربي-: “لكي أفي بواجبي الرسمي في حماية أميركا ومواطنيها، ستنسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن المناخ.. ولكن ستبدأ مفاوضات لإعادة الدخول في اتفاقية باريس نفسها أو في صفقة جديدة تماما بشروط عادلة بالنسبة للولايات المتحدة”.
وأضاف: “سنخرج من الاتفاقية ولكننا سنبدأ التفاوض وسنرى إذا استطعنا التوصل إلى صفقة عادلة”، وتابع “إذا توصلنا إلى ذلك فيسكون الأمر جيدا، وإذا لم نتمكن، فلا بأس في ذلك”.
بنود الاتفاقية:
تم التوصل إلى الاتفاقية في المؤتمر الـ21 للأطراف الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (200 دولة)، والذي استضافته العاصمة الفرنسية، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015.
والتزمت الدول المشاركة، بموجب الاتفاقية، بوضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستويات تحول دون إلحاق الضرر بالنظام المناخي لكوكب الأرض.
وتلزم اتفاقية باريس الولايات المتحدة و 187 بلدا آخر بالحفاظ على درجات حرارة الأرض بمستوى “أقل بكثير” من مستوى 2 سي (3.66 فهرنهايت) فوق المستوى الذي كانت عليه في أزمنة ما قبل الصناعة “والسعي لتقليلها” حتى إلى مستوى أكثر من ذلك وهو 1.5 درجة مئوية، وتُعنى اتفاقية باريس بتقليل ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجم عن هذه الانبعاثات الغازية.
وقد اتفقت الدول الموقعة على الاتفاقية على :
– الاحتفاظ بدرجات حرارة الأرض بمستوى “أقل بكثير” من مستوى 2 سي (3.6 فهرنهايت) فوق المستوى الذي كانت عليه في أزمنة ما قبل الصناعة “والسعي لتقليلها” حتى إلى مستوى أكثر من ذلك وهو 1.5 درجة مئوية.
– تقليل كمية الغازات الدفيئة المنبعثة من نشاطات الإنسان إلى المستويات ذاتها التي يمكن للأشجار والتربة والمحيطات امتصاصها بشكل طبيعي، بدءا من مرحلة ما في الفترة ما بين 2050 و 2100.
– مراجعة مساهمة كل دولة في تقليل انبعاث الغازات كل خمس سنوات ما يسمح بقياس حجم مواجهة تحدي التغير المناخي.
– تمكين الدول الغنية من مساعدة الدول الفقيرة بتزويدها بتمويلات لمساعدتها في التأقلم مع التغير المناخي والانتقال إلى مصادر طاقة متجددة.
ردود الفعل العالمية:
يقول المعارضون لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس -بحسب الأناضول- إن ذلك يعني تنازلا عن قيادة الولايات المتحدة للعالم في مواجهة أحد التحديات الرئيسية.
فالولايات المتحدة تسهم بنسبة نحو 15 في المئة من انبعاثات الكاربون في العالم، وفي الوقت نفسه مصدر مهم لتقديم التمويل والتكنولوجيا للدول النامية لدعم جهودها لمكافحة ارتفاع درجات الحرارة.
دول الشمال:
أدان قادة دول الشمال (السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وايسلندا) انسحاب أميركا، وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة إنها كانت “خيبة أمل كبرى لجهود العالم لتقليل انبعاث الغازات الدفيئة وتعزيز الأمن العالمي”.
وكانت دول الجزر الصغيرة المهددة بارتفاع مستوى مياه البحر من المنتقدين للخطوة الأميركية، إذ قالت رئيسة جمهورية جزر مارشال، هيلدا هاين، إنها “مثيرة للقلق جدا بالنسبة لنا، نحن الذين نعيش على الخط الأمامي في جبهة التغير المناخي”.
وأعلن المدير التنفيذي لـ “تيسلا أند سبيس اكس” اليون ماسك تنحيه عن دوره كمستشار لإدارة ترامب احتجاجا على خطوة الانسحاب من الاتفاقية.
الفاتيكان:
قال مصدر مسؤول بالفاتيكان، إن انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بمثابة صفعة على الوجه.
وطالب البابا فرانسيس، من ترامب خلال زيارته الأخيرة للفاتيكان، بعدم الإنسحاب من اتفاقية المناخ، كما سلّمه كتاباً حول أضرار التغيرات المناخية، التى يعتبرها ترامب مبالغ فيها فى محاولة للتنصّل من التزامات خفض الانبعاثات الحرارية جرء الاعتماد على الوقود.
وقال الأسقف مارسيلو سانشيس، فى تصريحات لوكالة “رويترز” إنه فى حالة انسحاب أمريكا بالفعل، سيكون بمثابة صفعة قوية على وجهنا، وكارثة للجميع.
بكين:
وصفت بكين قرار ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس حول تغير المناخ يشكل “نكسة عالمية”، وأوضحت الوكالة الرسمية الصينية أن قرار الانسحاب من الاتفاقية لن يؤثر على دعم الأطراف الدولية الفاعلة في دعم الاتفاقية، وتكثيف الجهود في مواجهة انقلاب الموقف الأميركي على الاتفاق .
الأمم المتحدة:
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “إن قرار الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ هو خيبة أمل كبيرة للجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتعزيز الأمن العالمي”.
وأكد الأمين العام أنه “سيظل واثقا من أن المدن والولايات والشركات في أمريكا ستواصل إظهار الرؤية والقيادة والعمل من أجل نمو اقتصادي منخفض الكربون وبما يخلق فرص عمل عالية الجودة ويفتح أسواقا مزدهرة للقرن الحادي والعشرين”، كما شدد أمين عام المنظمة الدولية على أهمية أن “تظل الولايات المتحدة الأمريكية رائدة فيما يخص قضايا البيئة”.
بيان مشترك:
أصدر قادة فرنسا وألمانيا وايطاليا بيانا مشتركا يرفض التفاوض على الاتفاقية من جديد.
وقال البيان “نرى أن الزخم الذي ولدته اتفاقية باريس في ديسمبر 2015 لا يمكن التراجع عنه، ونعتقد بثبات أنه لا يمكن إعادة التفاوض على اتفاقية باريس، لأنها أداة حيوية لكوكبنا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا”.
وعبرت كندا عن “خيبتها الشديدة” لقرار الرئيس ترامب، بحسب تصريح وزيرة البيئة الكندية، كاثرين ماكينا، للصحفيين
كما عبرت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، ايضا عن خيبة أملها وأبلغت الرئيس ترامب في اتصال هاتفي أن الاتفاقية تحمي رخاء وأمن الاجيال المستقبلية”
بلجيكا:
اعتبرت الحكومة البلجيكية ان القرار الاميركي “غير مسؤول” و”يضر بالوعود”.
الدنمارك:
اعتبر رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه راسموسن ان يوم الخميس “يوم حزين للعالم. الدنمارك مستعدة لمواصلة النضال من اجل المناخ لانقاذ الاجيال المستقبلية”.
كندا:
أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن “خيبة أمله” في اتصال هاتفي مع ترامب. واعاد تأكيد “رغبة كندا في العمل على صعيد الدول من أجل مكافحة الاحترار المناخي”.
الارجنتين:
أشارت حكومة الارجنتين الى “أسفها العميق” ازاء القرار “الذي يؤثر ليس فقط على فعالية الاتفاق كأداة لمواجهة التهديد الدولي المتمثل بالتغيرات المناخية، بل ايضا على روح التعاون والتضامن بين الدول”.
نيوزيلندا:
اعتبرت وزيرة البيئة في نيوزيلندا بولا بينيت ان غالبية تصريحات ترامب حول المناخ غير دقيقة وان “الولايات المتحدة لن تتكبد تكاليف أكبر في حال بقائها ضمن اتفاق باريس وان الجهود من اجل التصدي للتغيرات المناخية ستؤدي الى ايجاد وظائف وليس الغائها”.ا
الاتحاد الاوروبي:
اعتبر رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر قرار الرئيس الاميركي “خطيرا للغاية” وان “لا رجوع الى الوراء في العملية الانتقالية لمصادر الطاقة و لا رجوع الى الوراء حول اتفاق باريس”.