أُثيرت حالة من الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي بعد صور توزيع «كازينو الليل»، في شارع الهرم بالجيزة، السبت الماضي «شُنط رمضان» على الفقراء، وسط توافد عديدين للحصول على وجبات إفطار؛ حيث يوّزعها الملهى بصفة يومية أثناء شهر رمضان، الذي تُغلق فيه الملاهي الليلية بمصر.
ولأوّل مرة في تاريخ مصر تواجه «موائد الرحمن» تحدّيات لإفطار الصائمين، لتحل محلها الملاهي الليلية؛ حيث بدأت بالتضييق وإصدار قرار يفرض شروطًا على القائمين بموائد الرحمن والحصول على تصريحات خاصة، والآخر تمثّل في ارتفاع أسعار اللحوم والأرز والخضروات 100% عن العام الماضي؛ ما شكّل أزمة لـ«أهل الخير».
دعم فقير
يعاني المواطنون في مصر من ارتفاع الأسعار. في المقابل، يُدعم الفرد بـ21 جنيهًا في الشهر من التموين، زادت 14 جنيهًا بمناسبة شهر رمضان؛ على أن يصرف الفرد سلعًا بقيمة 35 جنيهًا.
وحدّدت وزارة التموين أسعار السلع التي يشتريها المواطن في بطاقة التموين؛ ليكون كيلو السكر بثمانية جنيهات، والأرز أيضًا بثمانية جنيهات، والزيت بـ12 جنيهًا.
ارتفاع التضخم
وفي السياق، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم السنوي في أسعار السلع الاستهلاكية في شهر أبريل 2017 إلى 32.9%، مقابل 32.5% في شهر مارس الماضي. وبلغ الرقم القياسي لأسعار السلع الاستهلاكية لإجمالي الجمهورية 242.7 نقطة لشهر أبريل الماضي، مسجّلًا ارتفاعًا عن الشهر السابق له مباشرة بنسبة 1.8%.
وأرجع الجهاز أسباب ارتفاع معدل التضخم في شهر أبريل إلى الارتفاع في أسعار مجموعة الخضروات بنسبة (7.2%)، واللحوم والدواجن بنسبة (2.5%)، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة (7.9%)، والفاكهة بنسبة (4.6%)، والوجبات الجاهزة بنسبة 0.7%.
«منحة» غير كافية
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده إن الحكومة فشلت في ما وعدت به بتخفيض الأسعار قبل شهر رمضان؛ فالغلاء ما زال مستمرًا وينهش في عظام الفقراء، والتضخم أيضًا يرتفع في ظل ظروف اقتصادية متردية، مضيفًا لـ«البديل» أن الـ14 جنيهًا الزيادة في بطاقة التموين للفرد التي أقرّتها الحكومة قليلة جدًا ولا تكفي لمواجهة الغلاء؛ لكنها أفضل من لا شيء، واصفًا إياها بـ«نوايا تسند الزير».
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الشافعي إن الزيادة الـ14 جنيهًا على بطاقات التموين «منحة» غير كافية من الحكومة لدعم 71 مليون مواطن مسجّل على بطاقات التموين في شهر رمضان، وكان يتعين على الحكومة الإسراع في توصيل الدعم لمستحقيه؛ لأن الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل تعاني من الارتفاع الكبير في الأسعار.
وأضاف لـ«البديل» أن خفض الأسعار الذي وعدت به الحكومة لن يحدث إلا بضخ مزيد من السلع التي تهم المواطن وزيادة المعروض منها حتى تنخفض الأسعار، وهذا ما يتعيّن على الحكومة فعله قبل نهاية هذا الشهر؛ حتى يشعر المواطن بأن الوعود الرئاسية تتحقق على أرض الواقع.