شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإصلاح الصحفي أحد روافد الإصلاح السياسي في مصر – محمد جرامون

الإصلاح الصحفي أحد روافد الإصلاح السياسي في مصر – محمد جرامون
  الصحافة كيف نحميها من أبنائها؟  سؤال يسترعى انتباه العاملين في المجال الصحفي قبل غيره،...

 

الصحافة كيف نحميها من أبنائها؟

 سؤال يسترعى انتباه العاملين في المجال الصحفي قبل غيره، إذ كيف يُطلب حماية المهنة من ممتهنيها؟ ! و لكن عندما يٌنظر للأمر من زاوية أخرى و هي زاوية المتابع و وفقا لما كٌتب في الجزء الأول من سلسلة مقالات الإصلاح الصحفي نجد ان هناك مشاكل في العمل الصحفي و في المنتج الصحفي ذاته، و قد يلح سائل في تفصيل أكثر حول هذه المشكلات

 فلا أجد سوى وصف الحالة الصحفية قبل البدء في طرح العلاج و الذي سيعبر عن وجهة نظر شخصية قابلة للنقاش و حتى للرفض الجزئي أو المطلق..

إن مهنة الصحافة و قد بدأت عوامل التصدع تضربها في مقتل و تسبب ذلك فى فقدان الثقة فى الصحافة و بدأت نزعة الكره تطغى على البعض، و أصبح لكل صحفي مجموعة من المؤيدين و مجموعة من المعادين،، كل حسب ميوله و إنتمائاته.  حتى انعدمت الثقة بين القارئ و الصحفي من جهة و بين الصحفي و الصحفي من جهة أخري.

علاوة على بروز دور الإعلام الإلكتروني الذي سمح للجميع بالحديث و التناول و التعاطي و ساعد على تهميش الصحافة المطبوعة، إضافة لكثر المحطات و برامجها الإعلامية و التي تعتمد على المواهب الصحفية من مختلف التيارات

و لا يخفى على الكثير وجود فساد إداري و استغلال بعض من رؤساء مجالس الإدارات المؤسسات الصحفية لها من اجل لعب أدوار معينة، و الهيمنة الحزبية على بعض الصحف، و رأي آخر يتهم جماعة الإخوان المسلمين بالسيطرةعلى النقابة و على نسبة لا يستهان بها من الصحافيين بل و يتعدها لنسب بعضا من رؤساء مجالس الصحف القومية للجماعة نفسها.

 كل ذلك رسخ لدى القارئ أن الصحافة تخلت عن دورها الحيادي فى ألقاء الضوء على الخبر و الحادث فعلا،، و بدلت أسلوب عملها لصناعة الخبر بما يتفق مع وجهة نظهرا فيتعدى ذلك أحيانا لفبركته و الاعتماد على نوعية من الأدلة التي لا يعتد بها – كشهود العيان مثلا – الذين يدلون بشهادة تتفق و وجهة نظرهم.  فتلونت بعضا من الصحف التي تمتعت بقدرا من المصداقية فنجد الآن على الساحة:

صحفا صفراء التي تتخذا من الإثارة و التهويل مبدءا و تشجع على الاحتقان والإثارة وتقود فى النهاية إلى المواجهة، وأخرى سوداء و تتولى مهمة نشر وجهة نظر أحادية دون منطق أو تحليل… و كذلك الحمراء و هي التي حملت لواء النزول للأدنى … استجابة لرغبات و شهوات البعض و أصبح مبدأ الارتقاء المهني لديها حبيس الأدراج و استبدلته بمعادلة كمية التوزيع تساوى فرص البقاء. وحتى تلك التي نجت من محاولات التلوين أصابها مرض الحياد السلبي بعد تضاءل دورها و أصبحت بمعزل عن التأثير و الاستقلالية.

 فبعد أن سمح الصحافيين لغيرهم بالتدخل فى صميم عمل مهنتهم أجبر بعضهم للتخلي عن مبادئ الصحافة و حولوها لتجارة رابحة في المقام الأول و الأخير … لدرجة أن عدد من الصحافيين سمّوا بشعراء بلاط الخليفة…. فهم يمدحون حين يقبضون…و يذمون حين يٌتجاهلون… يدلون برأيهم في كل موضوع و كأنهم الموسوعة العلمية الثقافية العسكرية التاريخية… دون احترام للتخصص أو لدراسة ما سيتم أبداء الرأي فيه أو حتى الاعتذار للجهل بطبيعة الموضوع… فتجدهم يتقولون بما لم يكونوا عليه من الشاهدين و يهرفون بما يسمعون و يخيل لبعض القراء أن هؤلاء يتخيلون أكثر مما يقرؤون.

   قد يكون هناك تجاوز فيما ذكرته، و لكنه تجاوز لا يغض الطرف عن الحقيقة التي أجبرتني على الكتابة في هذا الخصوص للمرة الثانية، فهناك خلل حقيقي في الصحافة، و الكثير لم يعد يشعر أن ما يكتب فى الصحف أو ما ينتجه الصحافيين من أعمال تمت للصحافة بصلة، يشعرون معها –حقيقة- بالتربص، و العدوانية التي تصل لدرجة محاولة خطف و تضليل الرأي العام.

إن للصحافة دور هام فى نقل و توصيل المعلومة و تسليط الضوء على الحدث ليشعر معه المواطن و القارئ بالأمن و الثقة، بدلا من الشعور بالعزلة و اليأس، و لهذا سأطرح العلاج الوافي و الناجع لحل أزمة الصحافة المصرية  في مقالي القادم و الأخير حول هذا الموضوع بإذن الله.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023