بعد 48 ساعة من قرار الولايات المتحدة الأميركية بتقليص المساعدات التي تقدمها إلى مصر، بحرمانها من 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى لأنها لم تحرز تقدمًا على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، دعت الطائفة الإنجيلية وفدًا من الكنائس الأميركية إلى زيارتها في المدة من 9 إلى 12 سبتمبر المقبل؛ ما اعتبره مراقبون محاولة للاستقواء بالولايات المتحدة، خاصة بعد إدانة الخارجية الأميركية للحريات في مصر.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد في زيارته بقيادات دينية إسلامية ومسيحية وسياسية، ويشارك في ندوة ينظمها منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مساء الاثنين 11 سبتمبر بعنوان «معًا في مواجهة العنف والإرهاب.. الدور المصري الأميركي»، بحضور مفكرين ومثقفين وأساتذة جامعات ورجال دين ونشطاء مجتمع مدني.
زيارة بعد شكاوى
وفي تصريح لـ«رصد»، قال الدكتور حسن نافعة إنّ تقرير لجنة الحريات الدينية الصادر من الخارجية الأميركية ومطالب الكونجرس بمعاقبة مسؤولين في وزارة الداخلية لانتهاكهم حقوق الإنسان وزيارة الوفد الكنسي المرتقبة كلها مؤشرات إلى رضوخ دونالد ترامب للضغوط من منظمات حقوق الإنسان الأميركية والدولية، وسيفاقم من خلافات البلدين؛ خاصة وأنّ هناك تقاربًا مصريًا روسيًا يثير قلق البيت الأبيض.
وأضاف أنّ زيارة الوفد الكنسي جاءت بالتأكيد بعد شكاوى قبطية من تأخر إقرار قانون العبادة ومنع إقامة مبانٍ كنسية غير مرخصة، كما حدث في مدينة المنيا في اليومين الماضيين؛ فالأقباط يشعرون أن النظام لم يفِ بالوعد، وهناك أزمات يتعرضون إليها؛ على رأسها التفجيرات والهجمات.
قانون ماجنتسكي
وفي السادس عشر من أغسطس الجاري، وضع مجلس الشيوخ الأميركي «الكونجرس» اثنين من مساعدي وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار ضمن قائمة تضم 20 مسؤولًا من دول متورطين في وقائع تعذيب وقضايا فساد؛ وطالب الكونجرس الرئيس ترامب بمعقابتهم وفقًا لقانون «ماجنيتسكي».
والمساعدان هما اللواء محمد محمد الخليصي، مدير مصلحة السجون ومدير أمن بني سويف الأسبق، واللواء محمد علي مدير أمن الإسماعيلية ومدير مباحث مصلحة السجون الأسبق، اللذان شهدت السجون في عهدهما انتهاكات بحق المعتقلين، وعُيّنا في مناصب جديدة ذمن حركة التنقلات الأخيرة.
ويخوّل قانون «ماجنتسكي» للرئيس الأميركي سلطة فرض عقوبات على المواطنين غير الأميركيين الذين يرتكبون جرائم أو أعمال عنف من أي نوع، أو أي انتهاكات أخرى ضد المُبَلِّغين عن التجاوزات والأعمال غير القانونية.
195 مليون دولار
وقرر البيت الأبيض تجميد مساعدات عسكرية خارجية بقيمة 195 مليون دولار في العام المالي 2016، ولو لم يتخذ هذا القرار لانتهى أجل هذه المساعدات ولن تكون متاحة في نهاية العام المالي الحالي في 30 سبتمبر.
ونقلت رويترز عن نشطاء حقوقيين مصريين قولهم إنهم يواجهون أسوأ حملة في تاريخهم في عهد السيسي، واتهموه بتقويض الحريات التي اكتسبتها مصر بعد ثورة يناير عام 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عامًا، ويواجه عدد منها تحقيقات في مصادر تمويلها.
آية حجازي
وتزامن قرار حجب المساعدات مع نشر الناشطة آية حجازي، الأميركية من أصل مصري واعتقلتها السلطات المصرية ثلاث سنوات، مقالًا في صحيفة واشنطن بوست طالبت فيه السلطات الأمريكية باتخاذ موقف حازم تجاه ممارسات السلطات المصرية ضد منظمات المجتمع المدني، وربط المساعدات لمصر بأوضاع حقوق الإنسان.
