رغم تلبية معظم مطالب المعلمين الخاصة بتحسين أوضاعهم المعيشية عبر توسيع دائرة المستفيدين من الكادر الخاص، تستمر معاناة أولياء الأمور من استمرار ظاهرة الدروس الخصوصية بسبب تدني مستوى العملية التعليمية، والتي تعد من أكبر المشكلات التي ترهق كاهل الأسر المصرية.
ويتهم المواطنون المدرسين بالجشع والبحث عن جني الأموال، رغم زيادة رواتبهم، من خلال إجبار الطلاب على حضور الدروس الخصوصية بعد تهديدهم بالرسوب، بينما يحمل المعلمون الدولة المسئولية عن الأزمة نتيجة ضعف الرواتب وعدم توفر وسائل مساعدة، وتكدس الكثافة بالفصول، في ظل غياب تام للحكومة.
"رصد . كوم" تابع القضية وحاول الحصول على حلول لها.
تضاعفت بعد الثورة
في البداية أكد محمد جابر ولي أمر أنه يعاني من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية وخاصة في الفترة الأخيرة، حيث لا توجد ضوابط ولا رقابة على العملية التعليمية، متهما المعلمين بمضاعفة أسعار الدروس الخصوصية.
وأضاف جابر لدي طفلة في الصف الخامس الابتدائي، وتأخذ الدرس بـ 120 جنيه في الشهر للمادة الواحدة وطفل في الصف الأول الابتدائي يأخذ الدرس بـ 100 جنيه في الشهر للمادة الواحدة.
وأردف قائلا: "نلجأ إلى الدروس الخصوصية لعدم تقديم الخدمة التعليمية الجيدة داخل المدارس فلا يوجد تعليم على الإطلاق داخل المدارس الحكومية".
بينما أكد عادل عامر ولي أمر أحد الطلبة أن الدروس الخصوصية تكلفه أكثر من 1500 جنيه شهريا، مستدركا: "رغم أن أولادي ما زالوا بالتعليم الابتدائي والإعدادي".
وأضاف عامر: "ومع ذلك أدخلت أولادي في مجموعات التقوية الخاصة بالمدرسة بطلب من المدرس الخاص بالفصل حيث لا يتعلم منه الطلبة أي شيء على الإطلاق".
اضطهاد للتلاميذ
من جانبه أكد عبد الله محمود سعيد ولي أمر أحد الطلبة أنه تقدم بشكوى إلى إدارة المدرسة بسبب اضطهاد المدرس الخاص بالفصل لابني بسبب الدروس الخصوصية و لكن لم يلتفت لها أحد.
وأضاف سعيد: "نحن ندفع في الشهر لمجموعات التقوية الخاصة بالمدرسة 60 جنيه شهريًا أي حوالي 15.5 جنيه للمادة الواحدة في المجموعة المتميزة، و يطالبنا المعلمون بالاشتراك في الدروس الخصوصية أيضًا وبأسعار مضاعفة و كبيرة جدا عن قدراتنا المادية.
أما وردة جابر ولية أمر أحد الطلبة فاتهمت معلمة الفصل الخاص بابنها بتهديده باستمرار بالرسوب، كما أنها تهمله تماما داخل الفصل؛ وذلك لكي تجبره على الدخول في مجموعات التقوية داخل المدرسة.
وأضافت وردة جابر: "لجأت إلى الدروس الخصوصية حتى يحصل ابني على التعليم الجيد؛ وذلك للكثافة العالية داخل الفصل والتي قد تصل لحوالي 120 طالب في الفصل الواحد فلا يوجد استيعاب للمادة العلمية علي الإطلاق".
ويقول أحمد محمود ولي أمر: "أدفع 60 جنيه شهريًّا لمجموعات التقوية في المدرسة حتى يقوم معلم الفصل بإنجاح ابني، و عدم اضطهاده وفي نفس الوقت أقوم بدفع 75 جنيه للمادة الواحدة للحصة الواحدة في الدروس الخصوصية؛ حيث تصل تكلفة الدروس الخصوصية شهريا ما يزيد عن 1700 جنيها.
رواتبنا لا تكفي
وعلى الجانب الآخر اعتبر أحمد المحمدي مدرس لغة إنجليزية؛ أن تدني المرتبات هو من يضطر المدرس للجوء إلى الدروس الخصوصية، وخاصة الارتفاع الكبير في الأسعار حيث لا يكفي المرتب لتوفير كافة مستلزمات الحياة.
وشدد المحمدي أن المدرسين لن يلجئوا للدروس الخصوصية إذا تم رفع أجورهم، ووفرت لهم الدولة مناخ جيد للتعليم داخل الفصل الدراسي من حيث توفير كافة الإمكانيات في المدارس و الوسائل التعليمية التي تساعد المدرس على توصيل المعلومة للطالب.
أما مدرس اللغة العربية محمد شاهين فاعتبر أولياء الأمور السبب الوحيد في رواج سوق الدروس الخصوصية بتهافتهم على المعلمين ومحاولة إعطاء المعلم أعلى سعر مقابلة الحصة، لافتا إلى أن سعر الحصة تختلف من مدرس لآخر ومن مكان لآخر؛ حيث تعتمد التسعيرة على شهرة المدرس وشعبيته وزيادة الطلب عليه.
من جانبه حمل سعيد رضا «مدرس» فشل نظام مجموعات التقوية الدراسية داخل المدارس بالمسئولية عن انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية حيث يضم الفصل حوالي 63 طالبا، وبالتالي لا يستفيد المدرس أو الطالب، مشيرًا إلى أن الوزارة تقوم بتشجيع هذه المجموعات؛ لجمع المال حيث يحصل مدير المدرسة وحده على حوالي 500 جنيه شهريًا من مجموعات التقوية الدراسية.