مسدس يا أبله ؟ رشاش يا أستاذ ؟
الحوار اللى هتكلم فيه ده حدث بالفعل ومش مجرد تهويل أو كلام
– تشتري آلي يا أستاذ..
– آلي ؟!!! رشاش يعنى
– أيوة رشاش آلي كلاشنكوف
– وده نظامه ايه ؟
– في جديد بــ ٢٥٠٠ و في مستعمل بــ ١٥٠٠
– طيب والرصاص بتاعه
– متقلقش خالص شوف عايز كام علبة رصاص وهراعيك في سعرهم
– بس الرشاش كده غالي
– لا غالي ولا حاجة لو تحب بــ ٥٠٠ جنية أجيبلك بس اسلمهولك في مطروح وأنت وبختك بقي
…………………………………….. –
في وقت من الأوقات كانت صفحة الحوادث والقضايا في معظم صحفنا المصرية تجذبنى وبشدة .. أحيانا الناس بتحب تشوف البلاوي والمصايب والحوادث لمجرد انها تقول الحمد لله على نعمة الأمان . ولو مجرد شعور داخلي أن احنا أحسن من غيرنا وغيرنا دول اللى بيعملوا حادثة أو بيتسرقوا أو بيتخرطوا زي الطرشي ويتعبوا في أكياس وطبعا في الأيام السعيدة دي ( من ١٠ سنين مثلا ) كانت سيدة الموقف وزعيمة أدوات الجريمة جمعاء وصديقة كل بلطجي ومنحرف وعشيقة كل شقي وبرشامجي والقاسم المشترك في معظم الحوادث والجرائم وهي المطوه القرن غزال … حجم صغير وسلاح فتاك , قوية النصل ليس فيها ميكانيزم معقد كالمطوه السوستة قابلة التعطل .. ولا كبيرة الحجم فيصعب إخفاءها … ولا تقتل فقط كالسلاح الناري إذ يمكن لمستخدمها التحكم فيها سواء بالجرح السطحي او الغائر .. أو الغز (وهو القتل ) إذا لزم الأمر .. ولذا فكانت تلك الأيام وما قبلها العصر الذهبي للمطواه القرن غزال , حتى إنني أفكر بتكريم صانعها على غرار تكريم الجنرال كلاشنكوف مخترع ومطور الكلاشنكوف الروسي … وان لم اعرف هوية صانعها الأصلي …. وكان تواجد السلاح الناري تواجد علي استحياء على اعتبار أن استخدام السلاح الناري في تلك الأمور نوع من الرفاهية أو الدلع ..وكأنما المطوة هي استخدام للرجال فقط ..
إلا أن الأوضاع اختلفت تماما وسبحان من يغير ولا يتغير … ولا يكاد يمر يوم واحد حتى يتم الإعلان عن ضبط رشاشات وبنادق بل ومدافع وطلقات ار بي جي و صواريخ ارض جو وارض ارض وقاذفات وقنابل !!!!! الأمر أخطر مما نتخيل جميعا نقولها ونحن نستحضر اللعنات على النظام الليبي الغبي و رئيسه المعتوه الذي فتح مخازن سلاح لأتباعه كاشفا عن ترسانة أسلحة لا تصدق وكميات رهيبة تكفي لاحتلال قارة أمريكا بأكملها ووضعها في أيدي مرتزقة …
وبالطبع انتهت أسطورته ولم تنتهي لعنته … ويحضرني في عقلي الحديث الشريف عن نافخ الكير الذي يؤذيك ويحرق ثيابك بشرره . فالقذافي لم يؤذي شعبه فقط بل وصل أذاه لنا عن طريق كميات الأسلحة التي تفترش الطرقات بكميات ضخمة والمخازن المفتوحة على مصراعيها وحتى كميات الأسلحة المهولة في الصحاري وأماكن المواجهات … بل يحضرني صديق ليبي قال لي أن بعض السيارة المصرية تأتي لليبيا وتقوم بتحميل كميات ضخمة من الأسلحة الملقاة في الصحاري وتخرج بها من ليبيا … مكسب ضخم أمام تجارة رائجة جدا في العالم اجمع
تخيل معي أن مكسب قطعة السلاح قد يتعدى ١٠٠٠ جنية مصري .. وأنت أحضرت ٥٠٠ قطعة سلاح إذن نصف مليون جنية مكسب في أيام معدودة والسوق المصري متعطش لذلك للأسف
أقول بأن الجيش والشرطة يوميا تقوم بعمليات ضبطية متعددة واشد على أيديهم وأحييهم على هذا المجهود الضخم والذي أن دل على شيء فانه يدل علي يقظة وحرص شديدين …. ولكن دعونا نؤكد أن لو افترضنا انه يتم الإمساك بــ ٩٠ ٪ من هؤلاء المهربين … فماذا عن الـ ١٠ ٪ الذين يستطيعون الإفلات … هل تتخيل ما قد يحمله تلك النسبة من اسلحة تكفي لقيام حروب اهلية كاملة ؟
هل نسينا او تناسينا أن بالصعيد عائلات لديها ترسانات أسلحة كاملة حتى قبل تهريب السلاح من ليبيا … اما الآن فمن كان لديه بندقية أصبح يمتلك قاذفات صاروخية .. ومن امتلك مسدس صار يمتلك قنابل يدوية .وقنابل دخان وغاز
الواقع أن الخلل في ذلك يؤدي الي كوارث لا تحمد عقباها خصوصا وان قطع الطريق الآن لم يعد باستخدام مسدس .. و الشجار الآن لم يعد بالمطواه قرن الغزال كما كان بالعهد الماضي السعيد … بل رزقنا الله ببرنامج رمضاني معتوه يحاول تصوير قطع الطريق على أتوبيس سياحي يستقله الضيف وذلك بضربة بالار بي جي ومن ثم اقتحامه بالرشاشات … وكأنه درس عملي بالفيديو لأي قاطع طريق وكورس موجه لكل مخرب لكيفية عمل ذلك ..
أتمنى من الله أن يحفظنا وتظل مصر ارض الأمن والأمان … وألا تتحقق أسوء كوابيسي في أن أجد أن القنوات الفضائية السخيفة تعلن عن الرشاش الاتوماتيك العجيب ومع خزانات إضافية بسعر مدهش وسعر الشحن ثابت … وإذا اتصلنا الآن نحصل على قاذف لهب هدية مجانية