شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محرز عاشق الجهاد..يعانق الشهادة أمام قناصة الأسد

محرز عاشق الجهاد..يعانق الشهادة أمام قناصة الأسد
  كان دوره استطلاع الطريق قبل تحرك أحد مجموعات الثوار السوريين..تحرك وقت الغروب في مقدمة المجموعة ليستطلع الطريق،...

 

كان دوره استطلاع الطريق قبل تحرك أحد مجموعات الثوار السوريين..تحرك وقت الغروب في مقدمة المجموعة ليستطلع الطريق، رصدته قناصة الأسد وأصابته برصاصة فسقط المصري محمد محرز شهيدًا فيما يعرف بمعركة "المعامل" بمدينة حلب.

تقول زوجته شيماء على- 23 عامًا في رثائه: بَيْتُ لي مأوَى، وبدونِهِ سِجْني : والشِّعرُ لي نَجْوَى – و"محمّدٌ" عِشقي" ، الله أكرمَنا إنْ تحصِ ما أحصِي – بالعَقْدِ منذُ ثلاثِ سنينَ، والرزقِ.

ومحمد محرز هو شاب مصري يعمل محاميًا، يبلغ من العمر 27 عامًا متزوج منذ ثلاث أعوام ولديه طفلة اسمها ندى، قرر منذ أسبوعين السفر إلى سوريا لينضم إلى صفوف المقاومة، وقد خرج صباح أمس (الثلاثاء) مع مجموعة من المقاومين في عملية تستهدف تفجير دبابة لقوات الأسد لكنه استشهد بعد أن رصدته قناصة الأسد.

أقيمت عليه صلاة الجنازة ودفن بالأراضي السورية وستصلى عليه صلاة الغائب بعد غدًا الجمعة بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.

يقول أحد أصدقاء " محرز" تعرفت علي محمد قبل سنتين, ساخرٌ ساحر في ليل القاهرة حدّ تشقّق الصخر ضحكاً من تهكّمه و نكاته, منتمٍ للشهداء و الحقّ بحرقة حدّ تخيّلك كثيراً من البشر الآخرين صخوراً من الخذلان.

قبل سنة طلب منّي محمد أن أدبّر له طريقة للدخول إلى سوريا مجاهداُ , لأنّه لم يعد يطيق جلوسه بعيداً هانئاً بينما يُقتل إخوته , حاولت ثنيه وقتها و إقناعه أنّه بإمكانه المساعدة من مكانه , و نسيت الموضوع , هو لم ينس.

ويضيف: قبل شهر أرسل لي محمد أنّه مسافر إلى حلب , ودّع زوجته و ابنته الصغيرة ندى , أغلق حسابه على الفيسبوك , و مضى إلى الجهاد .. على وعد أن نلتقي.. وقبل ليلتين كنت في جلسة مع صديق مصريّ مشترك و كان محمد يملأ حديثنا, بين تذكّره و الدعاء له .

ويستطرد:اليوم, أقرأ خبر استشهاد محمد محرز, الرجل النبيل النبيل النبيل…. كذبت حدود القوم يا محمد و تصنيفات الخرائط المزيّفة , يا دمك المسفوح يرسم حدود الحقيقة بين الإنسان و الدمى , و يرسم حدود هذه البلاد التي خذلها أهلُها الأقربون و أتيت من وراء البحر إليها لتكون أمام الجبهات …

ويقول: كلّما تذكّرت محمد, كانت ترتسم الضحكة وحدها عليّ , و على كلّ من يعرفه …. اليوم ثمّة حزن راسخ .. و خجل .. و ضحكةٌ مكتومة نخبّئها لموعدك الذي نرجو أن نستحقّه …

وفي محادثة له مع صديقه قبل سفره للجهاد في الأراضي السورية ظهر أنه يشجعه على السفر لسوريا ويطمئنه أنهم لن يذهبوا للموت ولكن سيذهبوا ليقضوا على بشار ثم يأتوا به في "شوال" إلى مصر.

ويقول صديقه أحمد أبو خليل -منتج فني- خلال حسابه الشخصي على موقع "الفيسبوك":- عندما ذهبت لسوريا ورجعت سألني عشرات الشباب عن السبيل للذهاب وتواصل معي الكثيرون يسألونني عن السبيل للجهاد في سوريا .. وحده من كان يسأل بصدق ليس من باب إرضاء شعور نفس عابر.. وحده من أتى بعد شهر ليخبرني أنه ذاهب ويسألني عن رأيي في الأمر".

وفى سياق متصل عن ملابسات سفره يقول الشيخ أنس السلطان: حين قرر أخي وصديقي الشهيد محمد محرز أن يخرج للجهاد في سوريا حاول البعض أن يثنوه عن قراره بدعوى أن هذه فتنة وأن له دورا هنا مع زوجته وابنته وما إلى ذلك.

وتابع: وقتها طلب من الفقير أن أوصله بأحد مشايخنا ليستفتيه في أمر سفره ورتبت موعدا له مع الشيخ بالفعل وذهبنا معا

فأخذ الشيخ يسأله عن أهله وعمله وما إذا كان مستقرا فيه أو يعاني صعوبات مادية أو ما شابه فقال محمد للشيخ : أنا متزوج وأحب زوجتي وسعيد معها ، وقد أنعم الله علي بطفلة جميلة ، ومستقر في عملي تماما ولا أعاني من أي صعوبات فيه ، وإذا كنت تظن أن خروجي فيه شئ من الهرب مثلا فليس الأمر كذلك أبدا ولكنه واجب الجهاد في سبيل الله.

وأضاف السلطان وما كان من الشيخ إلا أن قال فورا: إذا توكل على الله، فقال محمد: ماذا تعنى ؟ فقال الشيخ: اذهب للجهاد وادع لنا هناك، فقال محمد: ظننت أنك لن توافق وأنني سأحاول مناقشتك أكثر،

فقال الشيخ: الأمر عندك واضح تماما وما أنا إلا مفتٍ مستشار مؤتمن وأنت قد حزمت أمرك ولا مانع شرعا من سفرك.

وأخير يلقى محرز ربه شهيدًا ويدفن في أرض سوريا بينما ستصلى عليه صلاة الغائب بعد غدًا (الجمعة)  بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.

يذكر أن محمد محرز ليس الشاب المصري الوحيد الذي استشهد بسوريا حيث استشهد في ديسمبر الماضي حذيفة عبد الباسط حامد، 23 عامًا أحد شباب الجالية المسلمة بأيرلندا وهو من مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية في ديسمبر أثناء قتاله في صفوف الجيش السوري الحر بمدينة درعا .

و استشهد أثناء محاولته إسعاف زميله المصاب "أحمد بقبوق" بعد أن رفض تركه وهو ينزف.كما استشهد مصطفى ممدوح فودة -35 عام- في أغسطس الماضي بإدلب وهو أب لطفلتين: عائشة ثلاثة أعوام ونصف وفاطمة 40 يوماً عند سفره

وكانت صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام السوري قد ذكرت في نوفمبر الماضي إن البعثة السورية في الأمم المتحدة قدمت لائحة إلى مجلس الأمن الشهر الماضي تضم أسماء 142 عربيا وأجنبيا بينهم 9 مصريين قتلوا في سوريا خلال الأشهر الماضية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023