المشهد الحالي في بلادنا مليء بالسخافات والسفاهات وخاصة من المعارضين ومن يناصرهم من أهل الإعلام، فأحيانا كثيرة تصدر عن بعض المعارضين أمور تدعو للعجب، ويتلقفها الإعلام وينشرها دون أن يفكر في منطقيتها ولو فكر فيها لعرض عنها بل ويعقد حلقات طويلة لمناقشتها، وتفرد لها مساحات ضخمة في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية..
إذا أردنا أن نرصد بعض هذه التصرفات فسوف نجد منها الكثير، ولكني أتوقف كثيرا عند مواقف المناضلة الكبيرة تهاني الجبالي صنيعة النظام السابق وربيبته، والتي انبرت هذه الأيام لتقف في ميادين مصر مدعية أنها تدافع عن كرامة الإنسان المصري وحريته وحقوقه، ونسيت أنها كانت في يوم من الأيام تتغنى بالنظام السابق وتدين بالولاء والعرفان للسيدة سوزان مبارك، وأصبح يقدمها الإعلام عن أنها شهيدة في ساحة القضاء التى استباح حماها الدكتور محمد مرسي عندما أزاحها من المحكمة الدستورية .. وتهاني تعلم علم اليقين أنها لم تكن يوما جديرة بهذا المكان وليست أهلا له..
كما استفزني إصرار أحد الخاسرين خسارة مذلة في انتخابات الرئاسة على التحدث باسم الشعب المصري وهو خالد علي فقد نشر موقع كلمتي خبرا أسوقه كما ورد في الموقع:
دشن أصدقاء المرشح الرئاسي الخاسر "خالد علي" حملة تطالب أهالي محافظاتالقناة الثلاث "السويس والإسماعيلية وبورسعيد"، بتحرير توكيلات لصالح خالدعلي، لإدارة شؤون البلاد خلال تلك الفترة حتى يتحقق الاستقرار الاقتصاديوالأمني.
ودشن أصدقاء خالد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت عنوان "حملة تفويض خالد على لإدارة شؤون البلاد".
جدير بالذكر أن "خالد علي "خاض انتخابات الرئاسة و حصل علي عدد ضئيل جدا من الأصوات يكاد لا يذكر وسط الملايين التي خرجت للتصويت.
من جانبه، أكد أحمد توما، صديق خالد و منسق حركة جيل التغيير بالسويس، أنعددا كبيرا من نشطاء السويس سيتجهون غدا لمكتب الشهر العقاري لتحريرتوكيلات لخالد علي".(إلى هنا انتهى الخبر)
قرأت هذا الخبر وعجبت من هذا الذي يدعو لتفويض خالد على لإدارة البلاد، وكأن هذه البلاد كلأ مستباح لكل إنسان.
إن خالد على هذا لم يحصل على عدد من الأصوات تؤهله لكي يكون عضوا في مجلس الشعب لو ترشح في دائرته، ولكنه يعيش كذبة ويصدقها.. وكم كنت أتمنى من هؤلاء الخاسرين في انتخابات الرئاسة ولم يحصلوا على عدد مشرف من الأصوات أن يسكتوا ويريحوا الناس منهم.. لأنهم أوجعوا رؤوسنا أيام الانتخابات وشغلونا بلا طائل ولا فائدة.
كما استفزنى ما يفعله المناضل الكبير مصطفى بكري هذه الأيام ودعواته للجيش أن يعود ليمسك بزمام الأمر في البلاد وسط بعض العشرات من المؤيدين له ولأفكاره.. وحياة صفوت الشريف عندك يا بكري ارحمنا، ولو كنت حريصا على ما تبقى لك في قلب أحد من الناس فالزم الصمت، خير لك.
ومن مشاهد السخافة التي لا مثيل لها هذا المدعو توفيق عكاشة الذي لم يجد وسيلة يبرئ به ساحته من قضية رفعتها عليه طليقته إلا أنه يعمل فيها أهبل ويقدم للمحكمة شهادة استهبال، فتقبلها المحكمة ولا تطبق الحكم عليه، ثم يخرج علينا بهبله في المساء ويتكلم في أمور البلاد والعباد.. أهبل في الصباح وأبله في المساء.. رحماك يا رب من هذا الغباء!!
بمنتهى الصدق.. المعارضة في بلادنا تعيش أزمة حقيقية أدخلتها في متاهة السخافات والسفاهات من أوسع أبوابها.. ولو التفتت المعارضة إلى الموضوعية والمنطقية لكان لها الآن في الساحة رصيد كبير من التأييد والشعبية، فيا ترى بماذا نصف ما يحدث من المعارضة والإعلام؟ وما سر عدم التوفيق الملازم لهما، مما جعلهما يغوصان في بحور السفه و السخافة.
