أرجو ابتداء ألا يسألني أحد عن الكونغ فو، لأنني بالكاد عرفت أنها رياضة قتالية صينية الأصل من عائلة الكاراتيه، وذلك ما خرجت به من سؤال أهل الخبرة في الشأن الرياضي.
أرجو أيضا ألا يفهم أن لدي أي دفاع عن تصرف الشاب، لأنني أدرك جيدا أنه أخطأ في تصرفه، وأنه ما كان له أن يقحم الشأن السياسي في المشهد الرياضي، ولذلك فإنه يتعين أن يحاسب على خطئه، وإنما ملاحظاتي كلها منصبة على حالة الهلع والانفعال الزائد على الحد والعصبية المستغربة التي اتسم بها سلوك الأجهزة الأمنية والرياضية.
كنت قد انتقدت ذات مرة أزمة خلط الأوراق التي وقع فيها البعض، الأمر الذي جعلهم ينشغلون بمعركتهم ضد الجماعة عن إدراك المصالح الحقيقية للوطن. وتقديم الأولى على الثانية.
المسألة ليست بسيطة كما فهمت من خبراء الرياضة الذين رجعت إليهم، لأن إعداد بطل عالمي في أي لعبة عمل شاق يستغرق سنوات وله تكلفته العالية، ولذلك فان الدول تعتبر البطل الدولي أو الأوليمبي ثروة يتعين الحفاظ عليها، لأنه يرفع راية بلاده خفاقة في سماء العالم.
أفهم جيدا ان اللاعب كان يتعين عليه أن يحتفظ بموقفه وتحيزاته السياسية لنفسه،
قيل لي إن لاعب كرة القدم المصري هاني رمزي المحترف في ألمانيا نزل إلى الملعب ذات مرة وحيا الجمهور بإشارة لها مدلولها السياسي الذي أعاد إلى الإذهان حقبة المرحلة النازية.
ان إحدى مشكلات زماننا أن كثيرين من أهل الاختصاص مسؤولين وغير مسؤولين حين اقتربوا من عالم السياسة اختل توازنهم ونسوا الخبرات المعرفية والإنسانية التي تراكمت لديهم، وأصبحوا يتصرفون باعتبارهم رجال أمن فقط.
ترى كيف كان سيتصرف هؤلاء لو أن صاحبنا رفع صورة الفريق السيسي، وهل كان سيجرؤ أحد على محاسبته؟