شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قضاة الانقلاب.. ألفاظ بذيئة واستهزاء بثورة يناير

قضاة الانقلاب.. ألفاظ بذيئة واستهزاء بثورة يناير
لم يكن مستغربا أن ينتقل الانقلاب من الحياة السياسية إلى ساحات العدالة أيضا بل إن الانقلاب استخدم السلطة القضائية للبطش...

لم يكن مستغربا أن ينتقل الانقلاب من الحياة السياسية إلى ساحات العدالة أيضا بل إن الانقلاب استخدم السلطة القضائية للبطش بخصومه السياسيين فلفق لهم التهم واعتقلهم ومدد حبسهم دون أن يكون هناك دليل واحد على هذه الاتهامات، ووصل الأمر ببعض القضاة أن وصف ثورة يناير بالمؤامرة .

 

ووصل الأمر إلى اشتغال بعض القضاة بالسياسة وتحويل ساحات العدالة إلي منابر سياسية للتعبير عن أرائهم السياسية ومهاجمة خصومهم وهم فى الغالب من جماعة الإخوان المسلمين، بل وصل الأمر ببعض القضاة إلى استخدام ألفاظ بذيئة خلال الجلسات، ما يؤكد أن العدالة فى مصر بعد الانقلاب عدالة انتقامية.

إهانة المتهمين

 

البداية كانت مع المستشار وائل مصطفي صابر رئيس محكمة جنايات الدقهلية الذى أهان المتهمين من المناهضين للانقلاب وأشاد بالجيش ودوره في ثورة 30 يونيه، على حد قوله، قبل أن ينطق بحكم الإدانة ضدهم .

وألقى القاضى خلال تلاوته للائحة الاتهام بيانا سياسيا، هاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين وأيّد فيه ما أسماه ثورة 30 يونيو وأحداث يوم 3 يوليو، مشيدا بالجيش وقادته، وهدد المتهمين وتوعدهم لتجرئهم على القضاة الشامخين الذي هو منهم كما عرف نفسه .

 

المستشار شعبان الشامي رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة في قضية "اقتحام السجون"، المتهم فيها الرئيس محمد مرسى وعدد من قيادات الإخوان سخر من قول د.محمد البلتاجي أنهم لا يسمعون صوت القاضي قائلا : "لا بقى انتو كدة عاوزين تتعالجو في ودانكم".

 

ووجه تحذيرا للرئيس محمد مرسي : "يا محمد يا مرسي بطل كلام أنا سامعك انت بتقول إيه"، وقال: "انت اللي قاعد تتكلم ومبحبح قوي " ، وحين ضحك أحد المتهمين داخل القفص، قال له القاضي: "بتضحك على إيه ما تضحكنا معاك يا رايق".

 

ولم تقف سقطات القاضى عند هذا الحد فقد انفجرت القاعة بالضحك أثناء احدى الجلسات عندما عرض نفس القاضي دواء لعلاج البرد والأنفلونزا على انه حرز ودليل على قيام الرئيس مرسى وقيادات الإخوان بالتخابر في "قضية التخابر"، ولم يجد القاضى مخرجا من هذا الموقف المخزى الا بقوله :"طب وانتو زعلانين ليه".

 

وحينما طالب دفاع الرئيس مرسي من المحكمة ندب لجنة فنية من خارج اتحاد الإذاعة والتليفزيون لتفريغ الفيديوهات وإعداد تقرير بها، واقترح أن تكون اللجنة من معهد السينما، رد القاضي مستهزئا : "ما بلاش السينما بقى ما حرام" .

 

وحين اعترض الدفاع وهدد أحدهم بالانسحاب قال "الشامي" : "أنا لا يتم التعامل معى بهذه الطريقة اللى عايز ينسحب ينسحب أنت حر ده حقك خلاص مع السلامة..أيوه اللي عايز يمشي يمشي".

 

المستشار محمد ناجي شحاتة رئيس محكمة جنايات الجيزة، رئيس محكمة قضية ما تسمى "غرفة عمليات رابعة"، أهان الدكتور صلاح سلطان عندما حاول الدفاع عن نفسه من داخل القفص وقال له "اخرس" وفى مرة أخرى وصفه بـ"غير المحترم"، بسبب طلب سلطان رد هيئة المحكمة

 

ثورة يناير "مؤامرة"

السابقة الأخطر كانت من نصيب رئيس محكمة جنايات الزقازيق حسن حسين عيسي الذى وصف ثورة يناير بالمؤامرة عندما قدم الاعتذار للضباط الذين قتلوا متظاهري 25 يناير بالشرقية، وعلى رأسهم مدير أمن الشرقية السابق قائلا إنهم تعرضوا لـ "مؤامرة".

 

وقال: "انتوا انكسرتوا وإحنا انكسرنا معاكم وانتوا كنتوا ضحية وانا بشخصي ، بصرف النظر عن القضاء ، بعتذر لكم علي كل الإهانات التي لحقت بكم لأنكم ناس محترمين وبناشدكم تعودوا لعملكم فى حمايتنا وتحمونا من المخربين والجماعات الإرهابية " .

وأضاف: "لو كان الأمر بإيدي مكنتش قدمتكم أصلا للمحاكمة.. ولازم تبقوا عارفين انكم مش متهمين.. انتم ابطال ودافعتوا عن الشعب وكنتم ضحية لأيادي مرتعشة قدمتكم للمحاكمة".

 

وقد بات واضحا الآن أن قضاة نظام مبارك يمارسون عملية انتقامية من أنصاره للحفاظ على مصالحهم وامتيازاتهم في خروج عن العرف والقواعد المرعية في طريقة إدارة الجلسات واهانة المتهمين وتهديدهم .      

 

فهل يكون قانون السلطة القضائية الذى كان ينتوى نظام مرسي إقراره والذى يضع معايير عادلة لقبول القضاة بعيدا عن التوريث والمحسوبية ويطبق معايير الكفاءة، سببا لكل هذا العداء من جانب قضاة مبارك ضد ثورة يناير ورموزها بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023