شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تصريحات السيسي تزعزع الاستقرار في ليبيا

تصريحات السيسي تزعزع الاستقرار في ليبيا
  تعيش مدينة بني غازي الليبية حالة من القلق والاضطراب الأمني بعد شن مسلحين يتبعون لرئيس الأركان الليبي السابق...

 

تعيش مدينة بني غازي الليبية حالة من القلق والاضطراب الأمني بعد شن مسلحين يتبعون لرئيس الأركان الليبي السابق خليفة حفتر هجمات ضد كتيبة "راف الله السحاني" الإسلامية التي يتزعمها إسماعيل الصلابي، حيث بلغ عدد القتلى جراء الهجوم الذي شنته قوات حفتر على الكتيبة حوالي 13 شخصا، بينما نقلت صحيفة " الوسط " الليبية عن مصدر بمركز بنغازي الطبي أن حصيلة القتلى بلغت 18 قتيلا، مشيرا إلى أن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار الاشتباكات.

 وذكرت وكالة أنباء الأناضول، أن الحصيلة ارتفعت إلى 23 قتيلا و124 جريحا، مضيفة بأن قصف مروحي مجهول استهدف كتيبة ثوار 17 فبراير في مدينة بنغازي شرق ليبيا.

من جهة أخرى، قال مصدر مسئول بقاعدة بنينا الجوية في بنغازي، للوكالة الليبية، إن "طائرات عسكرية أقلعت يوم الجمعة الماضي من القاعدة وقامت بقصف عدة مواقع محددة في ضواحي مدينة بنغازي".

 انقلاب عسكري

واعتبرت السلطات الليبية هجوم حفتر  الذي حظي بتأييد قائد منطقة طبرق العسكرية بمثابة "انقلاب" عسكري على الشرعية في ليبيا.

 اللواء حفتر قاد محاولة انقلاب قبل عشر سنوات ضد العقيد معمر القذافي انطلاقا من تشاد بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي دربت قواته في معسكرات تدريب خاصة اشرف عليها ضباط من الجيش الأمريكي، ولكن المحاولة فشلت وعندما انطلقت شرارة الثورة الليبية انضم اليها وتولى رئاسة هيئة اركان الجيش الليبي بعد إطاحة نظام القذافي.

ومن جهته قال رئيس أركان الجيش الليبي، اللواء عبد السلام العبيدي، إن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تقاتل الآن كتيبة تابعة للجيش في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، هي قوات "غير شرعية تسعى للانقلاب على الشرعية"، داعياً سكان المدينة والثوار إلى "التصدي لها".

 نفى رئيس أركان الجيش الليبي عبد السلام العبيدي تورط الجيش في الاشتباكات ،مؤكدا أن القوات التي شاركت في أحداث بنغازي خرجت دون أوامر من رئاسة الأركان مشيرا إن قاعدة بنينا الجوية في بنغازي أصبحت خارج سيطرة الدولة.

 وأشارت المصادر إلى أن عددا كبيرا من أهالي بنغازي قاموا بوقفة احتجاجية في ساحة الحرية تعبيرا عن رفضهم للمواجهات المسلحة وتأييدا  "شرعية المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية".

 وأصدر المجتمعون بيانا شديد اللهجة وصفوا فيه اللواء المتقاعد خليفة حفتر بـ"الانقلابي" و"المجرم الذي يسعى للاستحواذ على السلطة"، وطالبوا السلطات بمواجهته ومعاقبته.

كما طلبوا من القبائل كفَّ أبنائها الذين يشاركون في الانقلاب تحت قيادة حفتر.

 اغلاق المطارات

 وقال مدير مطار بنغازي إبراهيم فركاش إن السلطات الليبية قررت إغلاق المطار بسبب الوضع الأمني المضطرب على خلفية الاشتباكات التي وقعت ببنغازي، اليوم، مشيراً إلى أن إعادة فتحه مرتبطة بتحسن الوضع الأمني، في حين يسيطر الغموض على الوضع في المدينة الواقعة شرق ليبيا.

 

 وأعلنت الخطوط التونسية، عن إلغاء رحلاتها باتجاه مطار بنغازي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، حيث قالت في بيان لها إنها ألغت رحلتين الجمعة الماضية إلى مطار بنغازي بسبب الاشتباكات العنيفة بينما أبقت على ثلاث رحلات مبرمجة.

وفي الموضوع ذاته، قالت مصادر ملاحية جوية إن سلطات مطار القاهرة تلقت إشارة من مطار بنغازي تفيد بغلقه أمام حركة الملاحة الجوية إلى أجل غير مسمى.

وكانت الجزائر قررت إغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في العاصمة الليبية طرابلس بشكل "مؤقت'' بسبب وجود "تهديد حقيقي وداهم" لدبلوماسييها وفق ما أعلنت عنه وزارة الشؤون الخارجية في بيان صدر عنها.

 تدخل الجزائر

 رفضت الجزائر بشدة تصريحات عبد الفتاح السيسي التي تحدث فيها عن ليبيا، معلنة أنها قادرة على حماية الليبيين من اجتياح أي قوات مصرية للمنطقة الشرقية.

وقال مصدر ليبي امتنع عن الكشف عن اسمه لـ ‘القدس العربي’ ان هذا الرفض جاء على لسان سفير الجزائر لدى ليبيا عبد الحميد أبو زهار خلال لقائه مع رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان.

 وأبلغ السفير الجزائري خلال هذا اللقاء صوان أن الجيش الجزائري على أتم استعداد لحماية الليبيين من اجتياح القوات المصرية للشرق الليبي.

وقال إن الجيش الجزائري لن يقف متفرجا، مشيرا إلى أن دول الجوار لليبيا باستثناء مصر ستلتقي في الجزائر لمناقشة استقرار ليبيا وحماية الحدود من تهريب الأسلحة ومنع تسلل الإرهابيين.

وأضاف أن الشعب الجزائري كان متحفظا على استعانة الليبيين بالمجتمع الدولي خلال أحداث ثورة 17 شباط/فبراير ولكنه تخلى عن هذا التحفظ الآن.

واعتبرت شخصيات سياسية ليبية أن تصعيد اللهجة الجزائرية ضد تصريحات السيسي يصب في إطار معركة تصفية الحسابات بين الدولتين ومحاولة لترحيل مشاكلهما الداخلية على أرض ليبيا وجر الإسلاميين الى معركة مع مصر.

 وكان السيسي قد دعا في تصريحات له الغرب إلى استكمال مهمته ليحقق الاستقرار داخل ليبيا، معتبرا أن ليبيا سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب وأصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر.

ودعا الغرب الى تجميع السلاح وتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا مضيفا  أنه على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه، منبها الغرب لما يدور فى العالم لأن خريطة التطرف تنمو وتزداد وستمسهم.

وأكدت مصادر ليبية أن خيوط التدخل العسكري للسيسي في ليبيا بدأت تتضح شيئا فشيئا، مشيرة إلى أن قائد المحاولة الانقلابية نفسه تحدث في وقت سابق عن أن الجيش المصري بقيادة السيسي عرض عليه التدخل العسكري في ليبيا.

السيسي يهدد جميع الأطراف

وكان حفتر كشف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبية عن أن الجيش المصري عرض عليه إرسال قوات عسكرية في منطقتي “الوادي الأحمر ودالك”، للسيطرة على الحقول النفطية في منطقة الهلال وهي من أهم حقول النفط في ليبيا.

 وأوضحت المصادر الليبية أن عبد الفتاح السيسي يعتبر الوضع الحالي في البلاد مثيرًا للقلق، وقد عبر خلال العديد من المقابلات التلفزيونية الأخيرة عن ذلك، بل ذهب إلى حد التصريح بإمكانية تدخل الجيش المصري في ليبيا بحجة محاربة الإرهاب.

وفي أخر ظهور إعلامي له، دعا عبد الفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة مصر في ما أسماه مكافحة الإرهاب، معتبرا في مقابلة مع وكالة رويترز “أن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي أصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر”.

وقبل ذلك كان السيسي صرح في أول مقابلة تلفزيونية بعد ترشحه للرئاسة أن هناك خطرا شديدا من ليبيا، وأنه تحرك لمواجهة ذلك دون أن يفصح عن طبيعة هذا التحرك.

وقال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في مقال نشره موقع “هافينغتون بوست” مؤخرا، إن ما يسعى السيسي “لعمله في شرق ليبيا إنما يهدد أمن جميع الأطراف بلا استثناء”مضيفا أن السيسي لا يكتفي “فقط بمطالبة الولايات المتحدة بإعادة دعمها العسكري لبلاده إلى سابق عهده حتى يتمكن من محاربة التمرد المتصاعد في شبه جزيرة سيناء، والذي تغذيه بشكل يومي وتفاقمه تكتيكات الأرض المحروقة التي ينتهجها الجيش المصري.. بل ها هو الآن يطالب إضافة إلى ذلك بما لا يقل عن تدخل عسكري غربي ثانٍ في الدولة المجاورة له، ليبيا”. 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023