متى تخرج رؤى جماعة الإخوان المسلمين عن التفكير داخل الصندوق الذى رسمه لها العسكر منذ ثورة 1952، هذا الصندوق الذى تدور الجماعة في فلكه ويجعلها محصورة داخل ثقافة المحنة والانشغال بملفات المعتقلين والسجون والقضايا وكفالة عائلات المعتقلين، والتعامل وقف أرضية إصلاحيه لا تحمل أي قدر من الجرأة على التغيير.
لماذا لا تخرج الجماعة عن دائرة رد الفعل لتكون فعلاً مؤثرًا من خلال الدعوة لانتخابات مرشد جديد وقيادة جديدة تقودها خلال المرحلة القادمة، حان الوقت لإرباك نظام السيسي بإعلان الجماعة عن تخليها عن نمطية تفكرها التي يبني عليها العسكر كل ضرباته لها.
هذه النمطية التي تجعل الجماعة تدور في فلك الاعتماد علي أهل ثقة، فالظرف لا يحتمل المخاطرة بل صناعة قيادة جديدة ومفكرين، الجماعة المتجزرة في المجتمع المصري لم تستثمر ذلك طيلة السنوات الماضية هذه التوأمة الشعبية، في مشهد يدل على الشعبية الجارفة.
نمطية التفكير داخل هذا الصندوق المغلق والمنفصلة كثيرًا عن رؤية مؤسس الجماعة حسن البنا هي التي جعلت عجلة الزمان تدور ويتكرر سيناريو 1954 مرة أخرى على يد العسكر كذلك وإن اختلفت الأدوات والتفاصيل.
لا ألقي اللوم كاملًًا على جماعة الإخوان المسلمين فلولها ما نجحت الثورة ولولا نضالها ما شهدت مصر حراكًا سياسيًا خلال عهد مبارك، فأخطاء الإخوان لا تختلف عن أخطاء باقي القوى السياسية التى أعلنت في 3 يوليو بيعها للثورة المصرية .. للثورة لا للإخوان المسلمين، لكن الإخوان هم الفصيل الذي نعول عليه لأننا ندرك أنه يخطئ لكنه ليس فاسد أو متآمر.
وقال البيان تذكروا 1954 وكان التهديد واضح، وهو التهديد الذي وجه المشير حسين طنطاوي (رئيس المجلس العسكري الذي تولى قيادة مصر بتكليف من مبارك في 11 فبراير 2011عقب ثورة يناير) لكل من المرشد السابع للإخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتني رئيس البرلمان المصري، عندما قاموا بزيارته قبل الانتخابات الرئاسية.
تخيلت الجماعة أن الكلام المعسول نحو الالتزام بالمعاهدات الدولية تجاه أسرائيل كافٍ لبعث رسائل طمأنة للمجتمع الدولي.
التفكير داخل هذا الصندوق المظلم هو الذي مكن العسكر من تفخيخ حكم الإخوان، لأنهم نجحوا في قراءة تفكير من يقود الجماعة، ويوم بعد آخر يتأكد لنا أن المجلس العسكري هو الذي فخخ الثورة من اليوم الأول ورسم سيناريو العودة للحكم، وذلك بتوجيه الضربة القاضية للإخوان بعدما خدمهم القدر في التخلص من مشروع التوريث.
فهل ننتظر من المرشد الحالي محمد بديع (الذي تم انتخابه عام 2009) الصادر بحقة 3 أحكام بالأعدام ويرتدي البدلة الحمراء أن يخرج في رسالته القادمة داعيًا لانتخابات داخلية؟!