شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مصر القوية .. الوطن أم الانتخابات ؟؟

مصر القوية .. الوطن أم الانتخابات ؟؟
ظهرت بعض الأنباء عن احتمال تحالف حزب مصر القوية مع حزب الدستور و حزب مصر برئاسة دكتور عمرو خالد  في الانتخابات القادمة و...

ظهرت بعض الأنباء عن احتمال تحالف حزب مصر القوية مع حزب الدستور و حزب مصر برئاسة دكتور عمرو خالد  في الانتخابات القادمة و هذا لن يكون خطأ سياسي و حسب و إنما خطأ وطني أيضا .

حزب الدستور برئاسة – أو بزعامة – الدكتور البرادعي حوله العديد من علامات الاستفهام و التعجب أيضا فمؤسسه و زعيمه لا يناور في رفضه لهوية الدولة الإسلامية و يدعو علنا إلى عولمة الدستور , كما أنه استعان بعدد لا بأس به من الفلول لتنظيمه و تأسيسه و إن كان يحتوي على مجموعة من الوطنيين الذين شاركوا في الثورة .

حزب مصر يشارك في تأسيسه عدد من رموز الحزب الوطني السابقين فكيف يجتمعون بحزب مصر القوية الذي أنشأه عدد من المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين بشكل رئيسي اعتراضا على ابتعاد الجماعة عن مسار الثورة من وجهة نظرهم .. كيف يجتمع الفلول "مع " النقاء الثوري " !! " . ألن يكون هذا التحالف- إن تحقق – نوع من الانتهازية السياسية و " المصالحية " المفرطة أسوء مما طالما اتهم به مؤسسو مصر القوية الإخوان المسلمين و اعترضوا عليه ؟ .

استعمل الإخوان السياسة مع المجلس العسكري تفاديا لمواجهة واسعة تدخل البلاد في دوامة العنف و هي في النهاية مصلحة وطنية عامة و الدليل أنهم لم يشعلوا هذه الثورة عندما حل المجلس العسكري مجلس الشعب ولكن هذا التحالف لن يكون إلا لمواجهة الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة و الاستفادة من القدرات التنظيمية لأعضاء الحزب الوطني السابقين في حصد بعض المقاعد .

عندما ظهر حزب مصر القوية من رحم حملة دكتور أبو الفتوح الرئاسية قدم نفسه على أنه الطريق الثالث الذي يحافظ على هوية مصر الإسلامية دون أن يصادم التيارات العلمانية كما يفعل الإسلاميون كما بدا قادرا على استيعاب طاقات الشباب من خلفيات مختلفة واستغلال طاقاتهم بشكل جيد و صهرهم في مؤسسة تخاطب الشعب المصري خطابا جديدا ملتزما بمبادئ الثورة و أهدافها دون فرض لون أيديولوجي معين و قد جذب هذا قطاعا من المصريين غير المسيسين الذين أصابهم الامتعاض من خطاب العلمانيين و لكنهم لم يقتنعوا كذلك بخطاب الإسلاميين .

وهذا النموذج جيد للغاية والمجتمع المصري بحاجة إليه فعلا في الوقت الحالي لتخفيف الانقسام الأيديولوجي الحاد الذي ينمو بسرعة و تظهر آثاره الجانبية بوضوح و كنا نتمنى أن يحافظ حزب مصر القوية على هذا الخط الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة الوطنية حتى لو كانت مكاسبه الانتخابية قليلة في هذه المرحلة كنا نتمنى أن يظل الحزب ممثلا للمعارضة الوطنية القوية التي يحتاجها كل نظام سياسي صحي سليم دون الانجرار إلى تحالفات تهز هذه الصورة من أجل مصالح سياسية ضيقة . أم أن التحالف مع أحزاب تحتوي عناصر الحزب الوطني ظهر فجأة أنه في مصلحة تحقيق أهداف الثورة العليا ؟! .

لقد ترك مؤسسوا الحزب الإخوان المسلمين لأسباب مبدئية و كانت هذه الأسباب المبدئية تفرض عليهم التحالف من يعمق خطهم السياسي و يدعم مبادئهم مثل حزب الوسط و حزب الحضارة لتوسيع قاعدة هذا التيار الثالث … أم أن الأمر بدا أخيرا غير واقعي ؟ قد يكونوا مضطرون لهذا التحالف للنجاة من محرقة الانتخابات القادمة .. و لكن ألا يعني هذا أن واقعية الإسلاميين التي طالما انتقدوها لها مسوغ ما غير التخوين ؟ .

عموما ليعلم الجميع أن الوضع في مصر حاليا يتجه نحو الشكل التالي : أحزاب إسلامية حاكمة و معارضة غير وطنية مرتبطة بالخارج فكريا على الأقل و تسعى إلى أهدافها بطرق غير شريفة كاستخدام العنف إذا لزم الأمر كما أنها تصادم هوية الدولة و الشعب , و معارضة كهذه غير مسموح لها بالنجاح من قبل المصريين .

هذا الوضع لا يوجد بديل صالح للأحزاب الإسلامية في حالة فشلها – لا قدر الله – و هنا تقتدي المصلحة الوطنية أن يبقى المعارضون الشرفاء كما هم حتى يكونوا بديلا مقبولا شعبيا و وطنيا لنظام للأحزاب الحاكمة حاليا دون أن يربطوا أنفسهم بمن يخالفهم .. فالدنيا لن تنتهي عند الانتخابات المقبلة !!

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023