سادت حالة من الجدل، بعد الفيديو الذي بثته جماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت بيعتها لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث يظهر الفيديو العمليات التي قامت بها من قتل للجنود المصريين في سيناء، دون مقاومة أو تدريب من قبل قوات الجيش، الأمر الذي وصفه المحللون بأنه يوضح كيف يضحي الانقلاب العسكري بالجنود في سيناء دون تأمينهم أو تسليحهم بالسلاح الكافي.
وأكد السياسيون أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي هو المتسبب في الانقسام داخل الشارع المصري، وأن العمليات التي يقوم بها الجيش في سيناء هي السبب في ظهور تلك الجماعات المسلحة، وأن القمع يولد قمع.
قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن فيديو عمليات أنصار بيت المقدس في سيناء ينفي ما قيل أنهم قتلوا في ليبيا، ويكشف سيطرة هائلة للمهاجمين علي الموقف على الرغم من وجود دبابات ومدرعات للجيش في مكان المذبحة، بل وكمية عتاد وذخائر تم الاستيلاء عليها كبيرة جداً.
وتساءل أبو خليل في تدوينه له علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عن الطائرات الأباتشي وإمداد وإنقاذ الجنود فوراً والمهاجمين يتحركون بأريحية مذهلة، وهذه فضيحة رهيبة تكشف الكثير.
وأختتم أبو خليل تدوينته قائلًا: الكارثة والفجيعة أن الدم كله مصري، ودائرة الانتقام لن تنتهي.
ومن جانبه قالت الناشطة السياسية غادة محمد نجيب، أنها شاهدت فيديو لما يقال انها داعش للمرة الثانية، ولاحظت أنه في وسط الفيديو تم وضع مشهد كان انتشر لمجندين وضباط جيش يضربون أثنين من أهالي سيناء مصابين واحدهم مصاب بالرصاص، وأحد الضباط الضحايا هو من بين هؤلاء الذين كانوا يضربون أهالي سينا، وأن قتلهم كان رد فعل على ذلك.
وأضافت غادة في تدوينة لها علي فيس بوك، أن النتيجة أنه ما أوصلهم لان يفعلوا ما يفعلوه هو شدة الظلم والتنكيل والبطش الذي يقوم به السيسي في الشعب.
وطالب الفنان والناشط محمد الصنهاوي من جند الجيش المصري الغلبان في سينا أن ينفذ بجلده، مضيفًا: "مفيش عشرة أو عشرين أو تلاتين قيادة تقدر تواجه تمرد آﻻف، خليهم يأجروا مرتزقة يخوضوا معركتهم في سينا، فلوسهم كتير".
وأضاف الصنهاوي في رسالة إلي القيادة الوسيطة في الجيش المصري: "ما عجبكمش بتوع التظاهر السلمي بقالهم سنة ونص وسبتهم يتقتلوا ليل ونهار وتغتصب بناتهم علشان خاطر كام قيادة مجنونة ومريضة، أو شاركت في ده بالفعل بنفسك عن قناعة شوف بقي مصيرك".
وأضاف "لو مش عاجبك أنفذ بجلدك أو خلص في الدور وارجع مكانك وخلص الحقوق من أصحابها، معلش اﻻمتيازات المعيشية مش أغلى من حياتك".
وأتهم الصنهاوي قيادات الإخوان، بأنهم السبب في الفراغ الكبير والمساحة بين جرام القاتل المغتصب وبين الثأر الناجز.
وأكد أن رأيه في "داعش" مازال كما هو، لكن هذا نتيجة طبيعية جدا للفجور والطغيان واليأس والنار في الصدور، مضيفا أن الوزر اﻷكبر والأول فيه على الدولة المصرية، جيشها وشرطتها ومخابراتها وإعلامها وقضائها ومؤيديها ومطبليها ورقاصيها، على حد قوله.
وقال الكاتب الصحفي علاء البحار القيادي بحزب الحرية والعدالة، أنه بعد مجزرة جنود البحرية، وفيديو قتل جنود رفح البشع، فأن السيسي يختبي في القصر وحوله الآلاف من الحراس والمدرعات تحميه وترك الجنود بدون تسليح للموت والذبح، مضيفا: "كمان باعت ميليشياته لقتل الغلابة في ناهيا وقری وشوارع مصر".
وأكد الكاتب الصحفي سامي كمال الدين، أن قتل الجنود في سيناء بهذه البشاعة دون مواجهة مدربة من الجيش يجب محاكمة السيسي وصدقي صبحي وزير الدفاع عليه، وعمل مصالحة فورية مع الإخوان وغيرهم وإعادة المسار الديمقراطي لمواجهة الإرهاب الحقيقي وليس المحتمل والكاذب.
